نظمت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب ضمن سلسلة ندوات برنامج الحوار الإقتصادي / فضائيات المرأة العربية الذي تعده وتقدمه الزميلة الإعلامية غادة بلوط زيتون ندوة خاصة بعنوان دور غرف التجارة والصناعة والزراعة في تعزيز التنمية الريفية مع وزير المالية السابق د. دميانوس قطار وسط جضور اعضاء مجلس الإدارة ورؤوساء البلديات وممثلي الأندية والجمعيات النسائية والتعاونيات الزراعية من مختلف المناطق الجنوبية...

بداية كانت كلمة ترحيبية بالحضور لنائب مدير عام الغرفة السيدة رنا السيد تلتها كلمة للزميلة بلوط، تحدثت فيها عن اهمية العلاقة بين فعاليات المجتمع لمدني والقطاع الخاص والبلديات والإعلام الإقتصادي المتخصص الذي يجمع الطاقات ويشبك العلاقات للخروج باستراتيجية تنموية ممكنة التحقيق من خلال حوار اقتصادي مباشر وشفاف للخروج ببرنامج عمل ينطلق من الحاجات الأساسية والإمكانيات المتوفرة بعيدا عن الخطابات الرنانة... فنوجد الفرص ونساهم بتحويل الطاقات الى قوى انمائية وهذا ما عملت ونعمل عليه في برنامج الحوار الإقتصادي. قائلة "قدرنا في هذا الوطن النضال من أجل بقاء الوطن وازدهاره... فنحن شعب مقاوم منذ نشأة لبنان... شعب تعود ان يحول الانقاض الى مداميك يبني عليها جسور عبوره الى غد افضل!"

ثم تحدث رئيس الغرفة محمد صالح عن " إقتصاد منطقة الجنوب حيث اشار الى انه هو جزء من الإقتصاد اللبناني الذي ما زال في دائرة الضغوط السياسية والأمنية، المحلية والإقليمية. واضاف قائلا "فشغور منصب رئيس الجمهورية، وتداعيات الأزمة السورية... ازمات تراكمت منذ سنوات أدت الى تباطؤ نمو كل القطاعات الانتاجية من صناعة وتجارة وسياحة وخدمات... والى ارتفاع نسبة البطالة في لبنان بسبب توافد عدد كبير من النازحين السوريين، والى تراجع حركة الاستيراد والتصدير نتيجة الظروف الأمنية المتدهورة على كافة المعابر البريّة وغياب وسائل النقل البديلة...

وبالرغم من تردي الأوضاع العامة وغياب دور القطاع العام، كان لا بد من تفعيل دور الغرفة في دراسة مشاريع تسهم في مجالات التنمية الإقتاصدية والإجتماعية، وعقد اتفاقيات تعاون مشتركة مع منظمات دولية مانحة لتوفير البنى التحتية اللازمة لتطوير القطاعات الانتاجية، وخاصة قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية. حيث تم التعاون مع USAID لتدريب خمسين مزارعا من أصحاب البيوت البلاستيكية الزراعية على تحسين إدارة محاصيلهم، وتسهيل حصولهم على التسليف. فضلا عن تدريب عدد من المزارعين على أساليب الزراعة بدون تربة، وإعتماد الزراعات البديلة كالأفوكادو وذات المردود العالي كإدخال أصناف جديدة من الكليمنتين والحمضيات الى جانب  تطبيق برنامج يهدف الى تدريب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية على زيادة مداخيلها وتحسين نوعية إنتاجها وقدرتها التنافسية...

ثم اضاف، لضمان سلامة الغذاء وتفعيل أداء المصانع الغذائية، نظمّت الغرفة بالتنسيق مع مسؤولي وزارة الصحة وحماية المستهلك  ندوات متخصصة حول السلامة الغذائية وممارسات التصنيع الجيد وفقا لمتطلبات الصناعات الغذائية المختلفة. كما لاحظنا بعد هذه الدورات تحسّن في نوعية الفحوصات المخبرية التي أجريت في مختبر الغرفة الذي يقوم بتحاليله وفحوصه المخبرية وفقاً للمعايير العلمية للجودة والنوعية للعينات الغذائية...

كما حرصت الغرفة على إرساء قواعد العمل المشترك مع البلديات والهيئات الاقتصادية والقطاع المصرفي في كافة المجالات الاقتصادية والانمائية. عبر الإتفاقات وبروتوكولات التعاون... ووقعنا اتفاقيات تعاون مع عدد من البلديات وكان آخرها مع إتحاد بلديات صور... وأسّسنا بالشراكة مع بلدية صيدا ومؤسسة الحريري جمعية إحتضان الأعمال التي تقدّم نشاطات عدّة لتطوير أداء المؤسسات القائمة ومساعدة أصحاب المشاريع المبتكرة والصديقة للبيئة على تحقيقها... وعملنا مع القطاع المصرفي على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة...

ونحن ملتزمون اليوم، الشراكات والاتفاقيات لتلبية حاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الجنوب التي لا  تزال كثيرة.  ومع إطلاقنا خطة  عمل لاعادة تأهيل المصانع المهدّمة والمتوقّفة عن العمل بسبب الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية المتكرّرة التي شهدتها المنطقة طيلة ستين عاما وكان آخرها حرب تموز 2006  المدمّر، ندعو الوزارات المختصّة إلى تقديم الدعم اللازم لتحقيق الغاية المرجوّة . وإننا نجري الاتصالات مع الأطراف الرسمية المعنية لدرس امكانية تحويل قسم من الأراضي المشاع  التي تملكها الدولة والبلديات الى مناطق صناعية، وهذا من شأنه أن يؤمّن مساحات صناعية مجّانية أو بسعر زهيد، وإعفاءات ضريبية، وخدمات بنى تحتية عالية الجودة للمستثمرين... وتؤمن حوالي 3000 فرصة عمل مباشرة في منطقة الجنوب...

كما ندعو إلى الإلتزام بروحية التعاون بين الحكومة والقطاع الأهلي والقطاع الخاص، وصياغة عقد إجتماعي جديد في إطار شراكة ثلاثية  بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص وهو مفهوم الحكم الجيد... ونأمل أن يسهم هذا التعاون في تأمين فرص عمل لائقة، واخيراً نشكر معالي وزير المالية السابق د. دميانوس قطار على مشاركته هذه الندوة والإعلامية غادة بلوط على دورها الإعلامي التنموي الذي يلقي الضوء على حاجات المناطق والشباب من خلال برنامجها الحوار الإقتصادي وتساهم في جمع الطاقات وتشبيك العلاقات بين فعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص والبلديات بما فيه المصلحة العامة.

ثم كانت مداخلة للدكتور دميانوس قطار عرض فيها لتاريخ السياسات التنموية وتمركزها في العاصمة والساحل القريب منذ الستينات دون أي شمولية في هذه السياسات للمناطق الريفية، علماً ان الريف اللبناني لا يبعد عن العاصمة اكثر من ساعة او ساعتين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.  واعتبر ان التنمية الريفية تقوم بالتعاون والتكامل بين الدولة والبلديات  التي تمثل السلطة المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص أي غرف التجارة والصناعة والزراعة.

 اما عن فرص التنمية الريفية في الجنوب، فأشار الى أنه عندما تكون الملكية ضعيرة وموزعة في الريف عندها لا تكون الزراعة وحدها ذات جدوى إقتصادية شاملة.  لذلك يجب لتحقيق التنمية الريفية ان يضاف الى الركيزة الزراعية ركيزة المواشي وركيزة السياحة الريفية... كما المطلوب زراعات تخصصية ذات قيمة مضافة واعتماد التخصصية في المناطق الريفية كأن نزرع في منطقة ونوضب ونغلف في منطقة اخرى مثل ما فعلوا بريف اليابان وبريطانيا واسبانيا وفرنسا.

ثم اردف قائلاً "لتعزيز التنمية الريفية يجب ان تعزز ركائزها التي ذكرت وهذا يكون بوضع خطة ذات اهداف تحددها الموازنة... وان نطور دور البلديات من خلال اللامركزية الإدارية... فتكون البلديات هي المعنية بوضع خطط التنمية إنطلاقاً من حاجات المناطق ويتعاون معها ويتكامل القطاع الخاص المتخصص مع المجتمع المدني .."

واختتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوحة مع المشاركين.